ما هي أنواع قسطرة المخ ؟ وما الأمراض التي تشخصها وتعالجها ؟

لا زالت إسهامات التكنولوجيا الحديثة في المجالات الطبية في تزايد، خاصة في الآونة الأخيرة إذ ظهرت تقنيات جديدة غيرت مسار العلاج، على رأسها قسطرة المخ.
أحدث قسطرة المخ طفرة في تشخيص وعلاج أمراض المخ والأعصاب والوقاية من مضاعفاتهم الخطيرة، ولهذا خصصنا هذا المقال للحديث عنها.

الهدف من قسطرة المخ والأعصاب

قسطرة المخ هو إجراء غير جراحي يلجأ إليه جراحي المخ والأعصاب لتحقيق أهداف عدة، هي:

• تصوير الأوعية الدموية المخية وتشخيصها.
• علاج أمراض المخ والأعصاب بالتدخل المحدود.
• وقاية المرضى من مخاطر التدخل الجراحي المفتوح في المخ.

حسب هذه الأغراض صُنفت قسطرة المخ والأعصاب إلى نوعين أساسيين، نتطرق إليهما في السطور القادمة.

أنواع قسطرة المخ حسب الغرض من استخدامها

تشمل أنواع قسطرة المخ حسب الغرض من استخدامها ما يلي:

قسطرة المخ التشخيصية

تهدف قسطرة المخ التشخيصية إلى استكشاف حالة الأوعية الدموية للمخ وتشخيص المشكلات الصحية التي تعانيها، ويلجأ إليها جراحي المخ والأعصاب عند حدوث نزيف في المخ أو تكون جلطات دموية بين الحين والآخر.
وتُجرى القسطرة التشخيصية في خطوات هامة، هي:

1. تخدير منطقة دخول القسطرة -منطقة الفخذ- بالتخدير الموضعي.
2. إدخال قسطرة المخ من خلال شريان الفخذ وتتبع حركتها بجهاز الأشعة إلى أن تصل إلى شرايين المخ.
3. حقن مادة صبغية داخل القسطرة لتصوير الأوعية الدموية المخية بوضوح من خلال جهاز الأشعة.

قسطرة المخ العلاجية

يلجأ جراحي المخ والأعصاب إلى تركيب قسطرة المخ العلاجية إذا اتضح وجود مشكلة ما في الأوعية الدموية المخية، واستدعى الأمر التدخل العاجل لعلاجها بهدف وقاية المريض من المضاعفات المحتملة.
يُركب الطبيب قسطرة المخ تحت تأثير التخدير الكلي، وتختلف خطوات الجراحة حسب نوع المشكلة الحادثة في الشرايين وحجمها، كما يلي:

• في حال ضيق الشرايين المخية، يزرع الطبيب دعامات شرايين المخ بهدف توسعتها وتحفيز تدفق الدم بكفاءة خلالها، والوقاية من الإصابة بالجلطات المتكررة.
• عند وجود جلطات في شرايين المخ، يحاول الطبيب سحبها أو إذابتها بواسطة قسطرة المخ العلاجية.
• من أجل تثبيط نمو الأورام المخية، يحقن الجراح بعض المواد الكيميائية في الشرايين المغذية لها، وذلك لإيقاف الإمداد الدموي لها وتسهيل إزالتها جراحيًا.
• لعلاج التمدد الشرياني، يحقن الطبيب ملفات حلزونية تمنع تدفق الدم إلى الجزء المتمدد وتحفزه على السير في مساره الطبيعي.
• بهدف علاج الوحمات الدموية بالمخ، يحقن الطبيب موادًا تعمل على تقليص حجم الوحمات ومنع تدفق الدم إليها مما يمنع الإصابة بنزيف المخ.

ما الأمراض التي تتطلب استعمال قسطرة المخ ؟

تساعد القسطرة المخية في تشخيص وعلاج الأمراض التالية:

• تمدد شرايين المخ.
• الوحمات الدموية الموجودة في المخ والتي تسمى بالتشوهات الشريانية الوريدية.
• أورام المخ.
• جلطات المخ.
• ضيق الشرايين السباتية.

هل القسطرة المخية فعالة في علاج أمراض المخ والأعصاب ؟

بالطبع، أثبتت القسطرة المخية فعالية كبيرة في علاج أمراض المخ والأعصاب بفضل المميزات التي تتمتع بها هذه التقنية، لعل أهمها:

سهولة إجرائها وعدم الحاجة إلى تدخل جراحي كبير، بالتالي يمكن للمريض العودة إلى منزله بعد الخضوع لها في خلال فترة تتراوح من 6-24 ساعة حسب نوع القسطرة.

القدرة على علاج العديد من أمراض المخ التي لم يتسنى للأساليب التقليدية علاجها، على رأسها جلطات المخ.

سرعة التعافى، فلقد ساعدت قسطرة المخ بعض المرضى فرصة ذهبية للعودة مرة أخرى إلى حياتهم الطبيعية في وقت قصير.

الوقاية من المضاعفات الناجمة عن جراحات المخ المفتوحة.

نسبة نجاح قسطرة المخ في تشخيص وعلاج أمراض المخ

بحسب ما أقره جراحي المخ والأعصاب، فإن نسبة نجاح قسطرة المخ في تشخيص وعلاج الأمراض قد تجاوزت 90%… ولضمان الحصول على أفضل النتائج، يُنصح بمراعاة العوامل الآتية:

1. اختيار جراح مخ وأعصاب متخصص في قسطرة المخ والأشعة التداخلية، ولديه عديد من التجارب الناجحة في تشخيص أمراض المخ وعلاجها بالقسطرة المخية.
2. الالتزام بنصائح الجراح قبل العملية بخصوص فترة التجهيز قبل إجراء القسطرة وبعدها في أثناء فترة التعافي.
3. الالتزام بمواعيد المتابعة الدورية بعد العملية.
4. إخبار الطبيب عند الشعور بأي أعراض غريبة أو تدهور الحالة الصحية، حتى يتمكن من التدخل سريعًا وعلاج المشكلة.

يسهم توفر هذه العوامل في خفض نسب حدوث مضاعفات بعد عملية تركيب قسطرة المخ، والتي سنتحدث عن بعضها في السطور القادمة.

اقرا ايضا عن نسبة نجاح قسطرة الشريان السباتى

ما مضاعفات قسطرة المخ ؟ وهل يشيع ظهورها ؟

من النادر ظهور مضاعفات على المرضى بعد الخضوع لعملية قسطرة المخ، وذلك لأنه إجراء آمن لا ينطوي على تدخل جراحي كبير، ومع ذلك قد يعاني قليل منهم من المضاعفات التالية:

• النزيف الداخلي.
• العدوى.
• تلف أحد الأوعية الدموية.
• ظهور رد فعل تحسسي تجاه المواد الصبغية.

لمزيد من التفاصيل عن القسطرة المخية، يمكنكم متابعة مدونة الدكتور فاروق حسن -مدرس مساعد في قسم القسطرة المخية والأشعة التداخلية بكلية الطب جامعة القصر العيني-، وللحجز والاستفسار تواصلوا معنا على الأرقام الموضحة أدناه في الموقع الإلكتروني.
يُعد الدكتور فاروق حسن من الأطباء المتخصصين في مجال العلاج بالقسطرة المخية، ولقد حصل على شهادات علمية عديدة في هذا المجال وأشرف على كثير من الجراحات، وساهم في علاج مرضى كثر، لهذا لا تترددوا في زيارته واستفساره عما يجول في خاطركم.