مع تطور العلم في عصرنا الحالي أصبح من الممكن علاج العديد من أمراض الأوعية الدموية بالمخ دون الحاجة لعمل شق جراحي كبير بالرأس، فكل ما يفعله الطبيب المختص هو استخدام أنبوب رفيع -القسطرة- يصل به إلى مكان المشكلة ويحلها نهائيًا.

تابع القراءة لتتعرف على استخدامات القسطرة العلاجية للمخ وماذا يحدث بعد إجرائها.

 

 

ما هي القسطرة العلاجية؟

القسطرة العلاجية هي تقنية تساهم في علاج العديد من الحالات التي تُعاني مشكلات في الأوعية الدموية في المخ وغيره من مناطق الجسم المختلفة.

يعتمد الطبيب في أثناء إجرائه للقسطرة على استخدام أنبوب رفيع يُدخله عبر أحد شرايين الفخذ أو الذراع لعلاج مشكلة الوعاء الدموي المُصاب، وتستخدم هذه التقنية في علاج الحالات التالية:

القسطرة العلاجية للمخ لعلاج انسداد الشريان السباتي

يوجد شريان سباتي واحد على كل جانب من جانبي الرقبة وهو المسؤول عن نقل الدم إلى المخ، وقد يتعرض هذا الشريان للانسداد في حال معاناة المريض تصلب الشرايين (وهي حالة تنتج عن تراكم الدهون على جدران الشرايين، فتُسبب ضيقها وانسدادها).

يتسبب انسداد الشريان السباتي في نقص تدفق الدم إلى المخ، وفي تلك الحالة يعتمد الطبيب على تقنية القسطرة العلاجية لحل تلك المشكلة، وذلك على النحو التالي:

  1. إدخال أنبوب القسطرة إلى أحد الشرايين من خلال عمل شق صغير بالفخذ حجمه لا يتعدى 6 مم.
  2. حقن الصبغة واستخدام الأشعة السينية في توجيه القسطرة نحو الشريان السباتي.
  3. دفع قسطرة أخرى مزودة ببالون صغير في نهايتها داخل موقع الانسداد.
  4. نفخ البالون لتوسيع الشريان مع وضع دعامة لمنع تعرضه للانسداد مرة أخرى.

القسطرة العلاجية للمخ لعلاج تمدد الأوعية الدموية

قد تتمدد أي من الأوعية الدموية الموجودة في المخ في حال وجود منطقة ضعيفة في جدارها،  مما يسبب انتفاخها، فتصبح شبيهة بثمرة التوت المتدلية من الغصن.

لا ينتج عن هذا التمدد عادةً أي أعراض، لكن تكمن خطورته في احتمالية تمزقه ومعاناة المريض نزيف بالمخ، وهي حالة طبية طارئة تستدعي العلاج الفوري.

ولذلك قد يقترح الطبيب علاج التمدد باستخدام القسطرة العلاجية عن طريق اتباع الخطوات التالية:

  1. عمل شق جراحي صغير في الفخذ أو في الذراع يسمح بإدخال أنبوب القسطرة إلى أحد الشرايين.
  2. توجيه القسطرة حتى وصولها إلى موقع التمدد.
  3. تركيب ملفات حلزونية ودعامة داخل التمدد؛ لمنع تدفق الدم إليه وحماية المريض من خطر تمزق الشريان والإصابة بالنزيف.

القسطرة العلاجية لعلاج السكتة الدماغية

تنتج السكتة الدماغية عن انقطاع تدفق الدم إلى جزء من أنسجة المخ؛ بسبب وجود نزيف بالمخ أو نتيجة لتكوّن جلطة دموية داخله، وفي كلتا الحالتين ينقطع الأكسجين عن بعض الخلايا فتموت إذا تأخر العلاج.

قد تتسبب السكتة الدماغية في إصابة خلايا وأنسجة المخ المسؤولة عن وظائف الجسم الحيوية بأضرار دائمة تُفقد المريض القدرة على عيش حياته بصورة طبيعية كما كان من قبل الإصابة.

يلجأ بعض الأطباء لعلاج السكتة الدماغية باستخدام القسطرة العلاجية على وجه السرعة؛ للحد من المُضاعفات المحتملة للإصابة وإنقاذ المريض، وذلك على النحو التالي:

  • علاج جلطات المخ

يُدخل الطبيب القسطرة بالطريقة التي وضحناها سابقًا وبعد ذلك يحقن دواءًا مذيبًا للجلطة، أو يستخدم دعامة لاستخراج الجلطة إذا كانت كبيرة الحجم.

  • علاج نزيف المخ

قد يصاب المريض بـ نزيف المخ نتيجة تمزق التمدد الموجود بأحد الأوعية الدموية أو بسبب وجود وحمة بالمخ (وهي عيب خلقي في الأوعية الدموية يتسبب في انتقال الدم من الشرايين الصغيرة إلى الأوردة مباشرةً قبل وصوله إلى الأنسجة).

يعالج الطبيب النزيف في حالة حدوثه باستخدام القسطرة لسد الوعاء الدموي النازف ومنع تدفق الدم إليه مرة أخرى.

ما بعد القسطرة العلاجية

تتميز القسطرة العلاجية بأنها إجراء جراحي طفيف التوغل، ولذلك يجريه الطبيب عادةً دون استخدام البنج الكلي، بل يعطي المريض مهدئًا يحثه على الاسترخاء طيلة الوقت وبالتالي فإنه لن يعاني بعد الانتهاء مشكلات التخدير الكلي المعروفة، ويعود إلى منزله في نفس اليوم بعد التأكد من سريان الدم بطريقة طبيعية عبر الأوردة والشرايين.

وعلى المريض تغيير نمط حياته عن طريق اتباع نظام غذائي صحي وخالٍ من الدهون المشبعة لمنع تراكم مزيد من الدهون على جدران الأوعية الدموية من جديد، إلى جانب ممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين لأنه المسبب الرئيسي لتصلب الشرايين، كما يجب زيارة الطبيب المختص وفقًا للمواعيد المتفق عليها لتصوير الأوعية الدموية بغرض تقييم حالة المريض بانتظام.

إذا كان لديكم مزيد من الأسئلة أو الاستفسارات يمكنكم التواصل مع الدكتور فاروق حسن -استشاري الأشعة التداخلية وقسطرة المخ والعمود الفقري- عبر الأرقام التالية.