في الثلاثين من أغسطس من كل عام، تأتينا ذكرى مولد الدكتور فيرنر فورسمان الذي اكتشف عديدًا من الوسائل والتقنيات التشخيصية والعلاجية، أهمها القسطرة الطبية التي تُعدّ بمثابة إنجاز طبي أسهم في علاج ملايين من مرضى الأوعية الدموية القلبية والمخية.

في السطور التالية نتحدث عن مدى أهمية القسطرة الطبية في علاج أمراض الأوعية الدموية المُخية، ودرجات الإصابة التي تستدعي زيارة دكتور قسطرة مخية للخضوع للإجراء.

نبذة عن القسطرة في علاج أمراض الأوعية الدموية المُخية

في عام 1929 لاحظ الطبيب فيرنر فورسمان إمكانية استخدام القسطرة العلاجية في علاج الأوعية الدموية المخية، بعدما استُخدمت في بادئ الأمر في علاج أمراض القلب. وقد خُصص العلاج بالقسطرة كمجال منفرد ضمن مجالات الطب والتحق به العديد من الأطباء.

ولقد جاء هذا الأمر كبارقة أمل لمرضى الأوعية الدموية المخية، فقبل منتصف القرن الماضي، عانى كثيرون من أمراض مُخية مختلفة، تطلبت جميعها الخضوع لتدخل جراحي مفتوح للتخلص منها.

ونظرًا لكثرة المخاطر التي تحف جراحات المخ، فضّل الأطباء عدم إجرائها والاكتفاء بتناول الأدوية للسيطرة على أعراض أمراض المخ قدر المُستطاع، دون علاج المشكلة جذريًا.

أمراض تُعالج بواسطة دكتور قسطرة مخية فقط

تتعدد أمراض الأوعية الدموية في المخ، أشهرها الوحمة الدماغية و تمدد الشرايين المخية، والانسداد المتسبب بالسكتة الدماغية. وعادةً ما تُعالج الحالات السابقة عن طريق تناول الأدوية الفموية، لكن إن تفاقمت الحالة فينبغي التدخل الجراحي لعلاج المُشكلة جذريًا قبل أن تتعرض حياة المريض للخطر.

يُعد اللجوء إلى دكتور قسطرة مخية متخصص في تلك المرحلة الضمان الوحيد لإنقاذ حياة المُصاب ومُساعدته على العيش بصورة أفضل.

وفيما يلي نوافيكم بدور القسطرة المُخية في علاج أمراض المخ الشائعة.

دور القسطرة المُخية في علاج تمدد الشرايين

رُغم أن تمدد الشرايين المخية حالة طبية غير شائعة، إلا أنها سببت وفاة عديد من المرضى، نظرًا لما يُصيب جدار شرايين المُخ من ضعف يمنع تدفق الدم خلالها إلى أنسجة المخ، ويصيبها بالتلف والموت بعد فترة قصيرة.

عندما يزور المريض دكتور قسطرة مخية، يُحدد له موعدًا لإجراء العملية بهدف علاج الضعف الموجود في الشرايين والتخلص من التمدد، ليتدفق الدم بمعدله الطبيعي إلى أنسجة المخ مرة أخرى.

دور القسطرة في علاج التشوه الشرياني الوريدي

التشوه الشرياني واحد من التشوهات الخلقية الناتجة عن خلل في نمو وتكوين الأوعية الدموية في المخ، فبدلًا من تكوّن شعيرات دموية دقيقة تربط بين شرايين وأوردة المخ تتكون أوعية جديدة غير طبيعية.

يستخدم أطباء المخ القسطرة في حقن بعض المواد داخل الأوعية المُصابة بهدف سدها ومنع تدفق الدم إليها نهائيًا.

أهمية القسطرة في علاج انسداد الشرايين

أكثر الحالات الطبية التي تلجأ إلى دكتور قسطرة مخية هي تلك التي تُعاني انسدادًا في أحد شرايين المُخ. إذ يُعدّ انسداد الشرايين المخية من الحالات المرضية الخطيرة، التي قد تؤدي إلى صعوبة وصول الدم إلى مراكز مهمة في المخ.

يعالج دكتور قسطرة مخية هذه المشكلة عبر إزالة انسداد الشريان، إذ يُمرر القسطرة من أحد شرايين أو أوردة الفخذ والذراع حتى مكان الانسداد، ثم يزيله. قد يضع الطبيب دُعامة داخل الشُريان، تُسهم في فتحه بالقطر اللازم لتدفق كمية الدم المناسب إلى الأنسجة المخية.

تُعد القسطرة المُخية خير وسيلة توصل إليها الأطباء، فلقد أسهمت بفاعلية في علاج عديد من أمراض المخ دون تعريض المريض لمخاطر الجراحة المفتوحة، لذا إن كنت تُعاني مشكلة ما في الأوعية الدموية المُخية، فيُمكنك استشارة الدكتور فاروق حسن -أخصائي أشعة تداخلية وقسطرة المخ والعمود الفقري- حول إمكانية علاجها بالقسطرة المخية في أقرب وقت ممكن.