يتغذى المخ بالدم المحمل بالأكسجين والمغذيات عن طريق شبكة معقدة ومتناهية الصغر من الأوعية الدموية، لذا عند حدوث نقص التروية الدماغية لسبب ما، قد تتأثر جميع الوظائف المسئول عنها المخ وأهمها الوعي والإدراك.
لهذا اهتممنا خلال فقرات هذا المقال بتناول اسباب نقص التروية الدماغية، وأهم الوظائف التي تتأثر بتلك الإصابة وكيف يتعامل الأطباء مع مثل هذه الحالات.
نقص التروية الدماغية، مخك لا يتغذى بالقدر الذي يكفيه
نقص التروية الدماغية ببساطة تعني أن المخ في درجة من الحرمان من الدم المحمل بالأكسجين والمغذيات اللازمة لعمله، أي أن خطب ما أصاب الأوعية الدموية الخاصة به ومنع ضخ كميات كافية من الأكسجين والمغذيات إلى خلاياه.
وتظهر أعراض نقص التروية الدماغية تدريجيًا أو بصورة مفاجئة، وتكون متمثلة في:
- الدوخة والدوار.
- تشوش في الرؤية أو الرؤية المزدوجة.
- فقدان الوعي المفاجئ.
- تلعثم في الكلام.
- تنميل ونغزات في الوجه أو الأطراف.
- فقدان التوازن والتنسيق في أثناء الحركة.
- الرغبة المستمرة في النوم.
وفي الحالات الأكثر تقدمًا قد تظهر أعراض أخرى تدل على تأثر أجزاء الجسم المختلفة بنقص التروية الدموية الدماغية، لعل أهمها:
- صعوبة التحكم في عمليتي التبول والتبرز.
- الصداع الشديد.
- صعوبة البلع.
- فقدان السمع.
- ضعف العضلات وصعوبة المشي.
- الغثيان والقيء.
- التعرق المستمر للذراعين والوجه والساقين.
ولا شك أن ظهور هذه الأعراض يستدعي الاستشارة العاجلة لطبيب متخصص في جراحات المخ والأعصاب، وذلك لتتبع أسباب المشكلة في أسرع وقت قبل حدوث تلف لخلايا المخ.
اسباب نقص التروية الدماغية
تصلب الشرايين هو السبب الأساسي والمشترك بين معظم حالات نقص التروية الدماغية، ويدل على تراكم طبقة من الخلايا الدهنية على جدار الأوعية الدموية من الداخل، ما تسبب في حدوث خلل في تدفق الدم المحمل بالأكسجين والمغذيات إلى المخ.
أما عن الأسباب الأخرى الأقل شيوعًا، فتشمل:
- التعرض لحادث أو إصابة تسبب تلفًا في شرايين المخ.
- الإصابة بـ سكتة دماغية بسبب تكوّن جلطات في شرايين المخ.
- وجود ضعف أو تمزق في جدار الشرايين.
- الإصابة بأحد أمراض النسيج الضام -المكون للشرايين- مثل الذئبة الحمراء.
- التهابات الأوعية الدموية.
ملحوظة هامة: قد يحدث نقص التروية الدماغية لأسباب غير معلومة في بعض الحالات، ويرجع الأطباء ذلك إلى وجود بعض عوامل الخطر في حياة هؤلاء المرضى، أهّلتهم ليكونوا أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
عوامل خطورة تسبب نقص التروية الدماغية
تشمل أهم هذه العوامل:
- مرض السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- السمنة المفرطة.
- ارتفاع نسب الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار في الدم.
- التدخين.
- عدم ممارسة أي نشاط بدني.
- التقدم في العمر، فالمرض منتشر بين الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا فأكثر.
لهذا إذا انطبقت عليك هذه العوامل ولاحظت ظهور بعض اعراض نقص التروية الدماغية التي ذُكرت سالفًا، فعليك باستشارة طبيب متخصص في جراحة المخ والأعصاب الذي بدوره يُخضعك لفحوصات دقيقة تستكشف حالة الدورة الدموية المخية لديك.
أهم الفحوصات للكشف عن نقص التروية الدماغية
يعتمد الطبيب على فحوصات عدة للكشف عن نقص الإمداد الدموي لخلايا المخ، لعل أهمها:
- الفحص البدني للمريض وقياس استجابة عضلاته وأعصابه لبعض المؤثرات الخارجية.
- التصوير المقطعي والرنين المغناطيسي لعرض صورة حية لأجزاء المخ المختلفة.
- قسطرة المخ التشخيصية، والتي تعتمد على حَقن صبغة معينة في شرايين المخ لاكتشاف أي خلل بها.
وبناءً على نتائج هذه الفحوصات يُرشح الطبيب لكل مريض الأسلوب العلاجي المناسب لحالته.
علاج نقص التروية الدماغية
في الحالات التي تعاني قصورًا بسيطًا في الدورة الدموية المخية، قد يوصيهم الطبيب بتناول بعض الأدوية لخفض مستوى الكوليسترول بالدم والوقاية من الجلطات، كما يسدي إليهم بعض الإرشادات الهامة لتحفيز تدفق الدم إلى المخ، منها:
- الإقلاع عن التدخين.
- ممارسة أي نوع من الرياضات.
- الحفاظ على ضغط الدم ومستوى السكر في معدلاتهم الطبيعية.
- خفض نسبة الدهون المصنعة الضارة في النظام الغذائي واستبدالها بالأنواع الصحية، مثل زيت الزيتون والمكسرات.
أما بالنسبة للحالات الأكثر تقدمًا التي لم تنجح الأساليب السابقة في تحسين الأعراض لديها، فيكون التدخل بالقسطرة المخية الخيار الأمثل لهم.
علاج نقص التروية الدماغية بالقسطرة المخية
ينطوي هذا الإجراء على خطوات بسيطة تهدف إلى الوصول إلى الأجزاء المصابة من شرايين المخ وإصلاحها بسلاسة، من خلال تمرير إبرة بسيطة من شريان الفخذ، وبنهاية هذا الإجراء تعود الدورة الدموية بكامل قوتها إلى خلايا المخ بأقل نسب ممكنة من المضاعفات.
ويمكنكم الاطلاع على مزيد من التفاصيل عن علاج نقص التروية الدموية في المخ بـ القسطرة الدماغية، من خلال مطالعة مدونة موقع الدكتور فاروق حسن أستاذ الأشعة التداخلية وقسطرة المخ بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة.
