يحاط المخ بثلاث أغشية سحائية، هي الطبقة الداخلية الملامسة لأنسجة المخ وتُسمى “الأم الحنون”، والطبقة المتوسطة وتُسمى “الأم العنكبوتية”، والطبقة الخارجية وتُسمى “الأم الجافية”. و نزيف تحت الام العنكبوتية يعني تسرب الدم إلى المسافة الموجودة بين الطبقة الداخلية والطبقة الوسطى، ويُعدّ من الاضطرابات التي تهدد الحياة وقد تؤدي إلى إعاقة خطيرة ودائمة، ولذلك ينبغي تلقي الرعاية الطبية الفورية عند ظهور أعراضه.
ما أسباب النزيف تحت الأم العنكبوتية؟
غالبا ما يصاب الفرد بنزيف تحت الأم العنكبوتية بسبب إصابات الرأس -والتي تحدث عند السقوط أو التعرض لحادث سيارة-، أو تمدد شرايين في المخ، ويعني تضخم أحد شرايين الدماغ لدرجة تمزقه.
أما الأسباب الأقل شيوعًا لحدوث نزيف تحت الأم العنكبوتية، فتشمل ما يلي:
- نزيف من مجموعة متشابكة من الأوعية الدموية، تدعى بالتشوه الشرياني الوريدي، وهو عيب خلقي قد يكون موجودًا منذ الولادة ولم يُكتشف إلا عند ظهور الأعراض.
- تناول أدوية السيولة.
- تعاطي المخدرات.
ما أعراض نزيف تحت العنكبوتية؟
يمثل الصداع الشديد والمفاجئ العرض الرئيس لـ نزيف تحت العنكبوتية، ولذلك ينبغي طلب العناية الطبية على الفور عند معاناة صداع مفاجئ وشديد، لا سيما إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى، مثل:
- فقدان التركيز.
- القيء والغثيان.
- تصلب الرقبة.
- آلام في العضلات، وخاصة في الرقبة والكتفين.
- الدوخة.
- التشنجات.
- حساسية العين للضوء.
- تغيرات في الرؤية، مثل فقدان الرؤية المؤقت في عين واحدة، أو إزدواجية الرؤية.
اقرا ايضا عن نزيف تحت الجافية
دور الأشعة في تشخيص نزيف تحت الام العنكبوتية
عندما يشك الطبيب في وجود نزيف تحت الام العنكبوتية من خلال الأعراض والفحص البدني، يطلب إجراء عدة أشاعات لتأكيد التشخيص، ومنها تصوير الأوعية الدموية بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي.
ويُعد تصوير الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي أو بالأشعة المقطعية الطريقة الأكثر دقة للكشف عن تمدد الأوعية الدموية والتشوه الشرياني الوريدي، ويُجرى عبر إدخال أنبوب رفيع ومرن (قسطرة) في أحد الشرايين -مثل شريان أعلى الفخذ-، إلى أن يصل إلى الشريان السباتي في الرقبة، ثم تُحقن صبغة خاصة.
ومن خلال صور الأشعة السينية يمكن رؤية مسار الصبغة، وتمييز حدود الشريان وتحديد سبب النزيف والوسيلة المثلى لعلاجه.
كيفية علاج النزيف تحت العنكبوتية
النزيف تحت الام العنكبوتية من الحالات الطارئة التي تهدد الحياة، بالتالي يسعى الطبيب بشتى الوسائل إلى إنقاذ حياة المريض وإيقاف النزيف وتجنب حدوث مضاعفات، وتشمل وسائل علاج نزيف تحت الأم العنكبوتية ما يلي:
- وضع أنبوب تصريف في المخ لتخفيف الضغط.
- تناول أدوية لتسكين الصداع الناتج عن النزيف تحت العنكبوتية، وأخرى للتحكم في ضغط الدم.
- علاج تمدد الأوعية الدموية في المخ باستخدام القسطرة المخية التداخلية، وذلك عبر وضع ملفات حلزونية في الوعاء الدموي المتمدد لتقليص مساحته الداخلية، ومنع تدفق الدم خلاله وتفاقم النزيف.
- إزالة التشوه الشرياني الوريدي، من خلال تمرير القسطرة عبر وعاء دموي وتوجيهها نحو التشوه الشرياني الوريدي، ثم حَقْن مادة معينة فيه لمنع تدفق الدم.
نصائح للوقاية من نزيف تحت الام العنكبوتية
ذكرنا سابقًا أن أغلب حالات النزيف تحت الام العنكبوتية تنتج عن صدمة في الرأس أو تمدد في الأوعية الدموية، ولذلك فإن أفضل وسيلة للوقاية من التعرض للإصابة بهذه الحالة ما يلي:
- ارتداء الخوذة عند ركوب الدراجات وفي أثناء ممارسة الرياضات عالية الخطورة.
- التحكم في مستوى ضغط الدم من خلال تناول الأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب، وإجراء بعض التعديلات في نمط الحياة.
- الإقلاع عن التدخين.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تناول نظام غذائي صحي ومتوازن.
- التوقف عن تناول الكحوليات والمخدرات.