إن إجراء جراحات المخ التقليدية مثيرة للرعب بالنسبة لكثير من المرضى؛ بسبب احتمالية معاناتهم مضاعفات صحية أكثر خطورة من المشكلات التي كانوا يعانونها قبل الجراحة.

مما لا شك فيه أن جراحات المخ تنطوي على العديد من المخاطر إلا أنها منقذة للحياة أحيانًا، خاصةً تلك التي تُجرى بهدف إصلاح الأوعية الدموية والشرايين الممتدة في المخ.

الآن وبفضل إمكانية إجراء تلك الجراحات دون الحاجة لشق الرأس أو إزالة جزء من الجمجمة، بل عبر فتحة صغيرة للغاية في فخذ المريض جعل مخاطر هذا النوع من العمليات شبه معدومة، وتُعرف هذه العملية باسم “عملية تسليك شرايين المخ”، فلنتعرف على أهدافها وخطواتها بالتفصيل لتتأكدوا من أنها آمنة ولا تشكل أي خطورة.

 

 

عملية تسليك شرايين المخ لعلاج الجلطات

يجري الطبيب عملية تسليك شرايين المخ في حالة الإصابة بجلطة في المخ؛ لأنها قد تسبب السكتة الدماغية، وتؤثر سلبًا في بعض وظائف المخ مدى الحياة، وعادةً ما يُجريها الطبيب خلال 6 إلى 24 ساعة من تكوّن الجلطة؛ لحماية أنسجة المخ من الموت.

عملية تسليك شرايين المخ لعلاج تمدد الشرايين

تمدد شرايين المخ هو انتفاخ يشبه ثمرة التوت في أحد الشرايين، تكمن خطورته في أن موقع التمدد يكون ضعيفًا، وفي أثناء تدفق الدم قد يتمزق مكان التمدد مسببًا تعرض المريض لـ نزيف بالمخ.

عادةً ما تظهر على مريض تمدد الشرايين -في حال إصابته بالنزيف- بعض الأعراض التي لا يمكن تجاهلها، مثل:

  • صداع مفاجئ وشديد.
  • الغثيان والقيء.
  • الحساسية تجاه الضوء.
  • تصلب الرقبة.
  • تدلي الجفون.
  • الارتباك.
  • الإغماء.

الجدير بالذكر أن الطبيب قد يوصي بإجراء عملية تسليك شرايين المخ؛ لعلاج النزيف وتركيب داعمة بالشريان المُصاب تمنع تكرار النزيف مرة أخرى.

عملية تسليك شرايين المخ لعلاج الوحمات

وحمة المخ هي تشوه شرياني وريدي يسبب خلل في نقل الشرايين للدم الغني بالأكسجين من الرئتين إلى القلب لضخه للأنسجة، وإعادة الأوردة للدم المستنفذ منه الأكسجين إلى الرئتين، مما قد ينتج عنه الأعراض التالية:

  • الصداع.
  • النوبات.
  • تنميل في جانب واحد من الجسم.
  • ضعف العضلات.
  • صعوبة الكلام.
  • فقدان الاتزان.

كما قد ينتج عن وحمة المخ الإصابة بالحالات التالية:

  • قلة الأكسجين الواصل إلى أنسجة، المخ مما يؤثر في وظائفه.
  • ضعف الأوعية الدموية، وقد يتعرض أحدها للتمدد.
  • نزيف المخ والسكتة الدماغية.

تهدف عملية تسليك شرايين المخ إلى منع تدفق الدم إلى الوحمة وتشوه الأوعية الدموية للحفاظ على حياة المُصاب.

خطوات ما قبل عملية تسليك شرايين المخ

يُشير الطبيب على المريض ببعض التلعيمات قبل الجراحة، أهمها:

  • ضرورة إخباره عن جميع الأدوية والمكملات الغذائية التي يتناولها المريض لأنه قد ينصحه بالتوقف عن تناول بعضها قبل موعد الجراحة بعدة أيام، مثل الأسبرين؛ للوقاية من حدوث نزيف في أثناء العملية.
  • الإقلاع عن التدخين قبل موعد العملية بفترة.
  • التوقف عن تناول الأطعمة والمشروبات في الليلة السابقة للجراحة.

خطوات عملية تسليك شرايين المخ

يخضع المريض في أثناء عملية تسليك شرايين المخ للتخدير الموضعي في الفخذ أو الذراع، مع أخذ حقنة مهدئة تحثه على الاسترخاء في أثناء الجراحة دون الحاجة للبنج الكلي في أغلب الحالات، وبعد ذلك يتبع الطبيب الخطوات التالية:

  1. يحرص الطبيب على توصيل بعض الأجهزة بجسم المريض؛ لمراقبة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب طيلة الوقت.
  2. يشق شقًا صغيرًا في منطقة الفخذ أو الذراع.
  3. يدخل أنبوب القسطرة إلى الشريان الموجود في الفخذ أو الذراع نحو موقع الجلطة أو الوحمة أو التمدد الشرياني في المخ بتوجيه من الأشعة السينية.
  4. يحقن الصبغة لرؤية الشرايين على شاشة الغرض في غرفة العمليات.
  5. يُزيل الجلطات والمواد التي قد تترسب في جدار الشرايين، ويركب ملفات حلزونية (دعامة) داخل موقع الإصابة للوقاية من تكرار الإصابة بالجلطات، وقد يلجأ إلى غلق الأوعية الدموية في حال الإصابة بالوحمة.

إذا كان المريض يعاني من جلطة في المخ فإن الطبيب يستخدم القسطرة لإدخال أدوات صغيرة للغاية وإزالة الجلطة، وقد يطلب الطبيب عمل تصوير الأوعية الدموية بالصبغة بعد العملية بمعدل مرة واحدة سنويًا للاطمئنان على المريض بشكل دوري.

اقرا المزيد عن قسطرة المخ

 

تلك أبرز المعلومات حول عملية تسليك شرايين المخ ودواعي إجرائها، إذا كان لديكم مزيد من الأسئلة أو الاستفسارات يمكنكم التواصل مع الدكتور فاروق حسن -استشاري الأشعة التداخلية وقسطرة المخ والعمود الفقري- عبر الأرقام التالية.