يُجرى توسيع شرايين المخ بهدف إعادة التروية الدموية التي ضعفت أو انقطعت عن أحد أجزائه، وينقذ هذا الإجراء حياة كثير من المرضى من الهلاك المحقق أو فقدان بعض الوظائف الحيوية الهامة نهائيًا.
ترى ما الحالات التي تستدعي توسيع شرايين المخ؟ وما التقنيات المستخدمة في ذلك؟ وهل يشكل هذا الإجراء خطورة على حياة المرضى؟ هذا ما نجيب عنه تفصيلًا من خلال فقرات هذا المقال، فتابع القراءة…
نبذة عن ضيق شرايين المخ وأشهر الأعراض الناتجة عنه
يضيق التجويف الداخلي للشرايين عندما تتراكم الخلايا الدهنية على جدرانها وهو ما يُطلق عليه “تصلب شرايين المخ”، وقد يتسبب في ضعف أو انقطاع الدورة الدموية عن أحد أجزاء المخ حسب مكان الضيق.
قد يؤدي ضيق شرايين المخ إلى فقدان المريض أدائه لبعض الوظائف بكفاءة، مثل الحركة أو الكلام، أو تعرضه لـ سكتة دماغية وفقدان الوعي.
تشمل أشهر الأعراض التي يسببها ضيق شرايين المخ:
- الصداع الشديد والمفاجئ.
- التنميل أو فقدان الإحساس في الوجه والأطراف في جانب واحد من الجسم.
- صعوبة مفاجئة في نطق وفهم الكلام.
- ضعف مفاجئ في الرؤية.
- الدوار والدوخة.
- فقدان التوازن في أثناء المشي.
وقد أسند الأطباء ظهور هذه الأعراض لدى بعض المرضى دون غيرهم نتيجة تعرضهم لعوامل خطر عديدة تزيد فرص تصلب شرايين المخ لديهم، أهمها:
- ارتفاع ضغط الدم.
- مرض السكري.
- التدخين.
- ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار في الدم.
- السمنة المفرطة.
- التقدم في العمر.
- أمراض القلب.
- التاريخ الوراثي بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ما الحالات التي تستدعي توسيع شرايين المخ؟
تشمل أهم الحالات التي تستدعي توسيع شرايين المخ ما يلي:
- مُصابو السكتة الدماغية المفاجئة؛ نتيجة انسداد أحد شرايين المخ.
- مرضى أثبتت الفحوصات التصويرية لشرايين المخ لديهم وجود ضيق أو انسداد في أحد الشرايين، وتشمل أهم هذه الفحوصات الفحص بالموجات الصوتية لأوردة المخ، والتصوير بالأشعة المقطعية، وقسطرة المخ التشخيصية.
وفي كلتا الحالتين يستدعي علاج ضيق شرايين المخ التدخل الفوري؛ لتعزيز التروية الدموية لأجزاء المخ بسرعة قبل أن تعرض خلاياه للتلف غير القابل للإصلاح.
علاج ضيق شرايين المخ
بناءً على حجم الضيق ومكانه يُحدد جراح المخ والأعصاب الأسلوب العلاجي المناسب لحالة كل مريض، فإذا كان الانسداد بسيطًا ولا يؤثر بدرجة كبيرة في تدفق الدورة الدموية إلى المخ، فقد يوصي المريض بتناول أدوية لخفض احتمالية تعرضه للسكتة الدماغية، ومن هذه الأدوية أدوية ضبط ضغط الدم، وأدوية خفض الكوليسترول الضار وأدوية السيولة، إضافة إلى وضع جدول متابعة دورية لهذا المريض لمراقبة حالة شرايين المخ كل فترة.
أما إذا كان حجم الانسداد كبيرًا ويُعيق تدفق الدورة الدموية بكفاءة لأجزاء المخ، حينئذ يلجأ الطبيب إلى أحد الخيارات الآتية:
توسيع شرايين المخ بالقسطرة العلاجية وتركيب دعامة
خلال هذا الإجراء يوجه جراح المخ والأعصاب قسطرة المخ إلى مكان الانسداد عبر الاستعانة بالأشعة السينية، وذلك من خلال وخزة إبرة بسيطة في الفخذ أو الذراع، وبمجرد وصول القسطرة إلى مكان الانسداد تُنفخ البالون المثبتة في طرفها؛ لإزالة الانسداد، ثم توضع دعامة في هذا المكان لفتح الشريان باستمرار وعدم تعرضه للضيق والانسداد مرة أخرى.
ترقيع شرايين المخ
في بعض الحالات التي لا يناسبها تركيب دعامة في شرايين المخ، يلجأ جراح المخ والأعصاب إلى إنشاء مجرى بديل للدورة الدموية في المخ بعيدًا عن مكان الانسداد عن طريق بالاستعانة ببعض الأوردة السليمة من أحد أجزاء الجسم، أو أنبوب صناعي مصنوع من مواد تُحاكي شرايين المخ.
هل توسيع شرايين المخ إجراءً خطيرًا؟
بفضل الأساليب العلاجية الحديثة مثل قسطرة المخ لم يعد توسيع شرايين المخ إجراءً خطيرًا، ولا ينتج عنه أي مضاعفات مهددة للحياة، وعلى العكس فهو ينقذ حياة كثير من المرضى من خطر السكتة الدماغية.
يشترط لنجاح عملية توسيع شرايين المخ خبرة وتمرس الجراح القائم عليه وذلك لإتمام خطواته بأمان دون تلف أي جزء من أجزاء المخ.
يمكنكم معرفة مزيد من التفاصيل عن علاج ضيق الشرايين باستخدام قسطرة المخ أو ترقيع الشرايين، وأيهما أعلى في نسب النجاح من خلال زيارة الدكتور فاروق حسن -أستاذ مساعد الأشعة التداخلية وقسطرة المخ بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة، واستشاري الأشعة التداخلية وقسطرة المخ، وزميل جامعة ليل بفرنسا-.
للحجز والتواصل زوروا الموقع الإلكتروني للدكتور فاروق حسن.