تتكون شبكة الأوعية الدموية في الجسم من شرايين يتدفق داخلها الدم المُحمل بالأكسجين من القلب إلى أجزاء الجسم، وأوردة تحمل الدم وفضلاته من أجزاء الجسم إلى الرئتين والقلب، وشبكة من الشعيرات الدموية تصل بين الشرايين والأوردة في مختلف أجزاء الجسم.
تكمن وظيفة الشعيرات الدموية في تخفيف ضغط الدم المتدفق من الشرايين إلى الأوردة وحماية الأوردة من التعرض للانفجار والنزيف. وذلك لأن نسيج الأوردة ضعيف لا يمكنه تحمل ضغط الدم المرتفع الموجود في الشريان.
وفي بعض الأحيان تعجز الشعيرات الدموية عن القيام بهذه الوظيفة في بعض أجزاء الجسم خاصةً المخ وذلك في حال الإصابة بتشوه يُعرف باسم ” التشوه الشرياني الوريدي الدماغي “.
نستعرض تفصيلًا في هذا المقال كافة المعلومات عن هذا المرض ومدى انتشاره والأساليب المتبعة في علاجه.

 

 

ما هو التشوه الشريانى الوريدى الدماغى؟ وهل هو مرض شائع؟

التشوه الشرياني الوريدي الدماغي أو ما يُعرف بـ “وحمة وريد جالين” هو عيب خلقي يصيب الأجنة في أثناء نمو المخ وخلاياه في رحم الأم، ويتطور المرض بعد الولادة وفي أثناء مراحل النمو المختلفة.

ويؤدي إلى تكوين تكتلات من الأوعية الدموية كبيرة الحجم بين الشرايين والأوردة في المخ بدلًا من الشعيرات الدموية، وتعجز هذه التكتلات عن تخفيف ضغط الدم المتدفق من الشرايين إلى الأوردة، فتضعف جدران الأوردة وتتعرض للانفجار وحدوث نزيف.

هل التشوه الشريانى الوريدى الدماغى مرض شائع؟

يُعد التشوه الشرياني الوريدي الدماغي من الأمراض نادرة الحدوث، إذ يصيب 1 من بين كل 100000 طفل فقط في العالم.

لم يَصعُب اكتشاف التشوه الشريانى الوريدى الدماغى؟

التشوه الشرياني الوريدي الدماغي من الأمراض الصامتة أي لا يُصاحبه أعراض واضحة أو محددة خاصةً إذا كان التشوه بسيطًا ولم ينتج عنه أي مضاعفات خطيرة مثل نزيف المخ. وهذا يفسر صعوبة اكتشاف المرض إلا بمحض الصدفة عند إجراء المريض فحوصات تصويرية للمخ لأسباب أخرى.

ولكن في حال تسبب التشوه الشرياني الوريدي فى المخ في انفجار للوريد وحدوث نزيف بالمخ ينتج عن ذلك بعض الأعراض الخطيرة والتي نوضحها خلال السطور القادمة.

أعراض التشوه الشرياني الوريدي المتسبب في نزيف المخ

تظهر أعراض وحمة وريد جالين في هذه الحالة متمثلة في:

  • الصداع الشديد.
  • ضعف في عضلات اليدين أو القدمين.
  • نوبات تشنجية، خاصةً إذا كان النزيف قريبًا من القشرة الخارجية للمخ.
  • حدوث تغيرات في الإدراك، والذاكرة، والقدرة على الكلام.
  • فقدان للوعي.

قد يختلف ظهور هذه الأعراض من مريض وآخر، وذلك حسب مكان التشوه الشرياني الوريدي المخي، ومدى تأثيره على سريان الدورة الدموية بالمخ، ومقدار ضغط الدم داخل هذا الجزء.

أما عن الأسباب الرئيسية وراء الإصابة بهذا المرض فنتطرق إليها في السطور القادمة.

اطلع ايضا عن اعراض تمدد الاوعية الدموية فى الراس

أسباب االتشوه الشريانى الوريدى الدماغى

يحدث التشوه الشرياني الوريدي في المخ لأسباب غير معلومة حتى الآن، ولكن رجح العلماء الإصابة به -في حالات نادرة- إلى العامل الوراثي.

كيف تُكتشف الإصابة بمرض وحمة وريد جالين؟

تُكتشف الإصابة بوحمة وريد جالين إما بمحض الصدفة عن إجراء فحوصات لأسباب أخرى على الدماغ أو عند معاناة المريض من أعراض نزيف المخ، والتي تدفع الطبيب إلى توجيه المريض لإجراء بعض الفحوصات التشخيصية أهمها:

الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي

تُوضح نتائج هذه الفحوصات التصويرية موقع التشوه الشرياني الوريدي، وحجمه داخل المخ، وكمية الدم المتدفقة خلاله وذلك من خلال حقن مادة صبغية في أحد الأوردة بالجسم وتصوير صورة دقيقة للأوعية الدموية بالمخ.

يعتمد الأطباء على التصوير المقطعي في تشخيص جميع الأمراض التي تصيب الأوعية الدموية بالمخ أيضًا مثل الناسور الشريانى الوريدى.

القسطرة المخية التشخيصية

عن طريق شريان الفخذ يُدخل الطبيب القسطرة المخية إلى أن يصل إلى شرايين المخ ويحقن مادة صبغية في الجزء المصاب، بهدف معرفة مزيد من التفاصيل عن التشوه وطبيعته، ووضع الخطة العلاجية المناسبة لحالة المريض.

أساليب علاج التشوه الشريانى الوريدى الدماغى

تختلف أساليب علاج التشوه الشرياني الوريدي في المخ من مريض لآخر بناءً مكانها وحجمها وشكلها، والشرايين المغذية لها ومدى قوة تدفق الدم خلالها، وهل تسببت في نزيف أم لا.
ولكن عمومًا تنقسم الخيارات العلاجية لهذا المرض إلى ثلاثة خيارات أساسية، وهم:

القسطرة المخية العلاجية

تهدف القسطرة العلاجية إلى غلق تكتلات الأوعية الدموية الناتجة عن التشوه الشرياني الوريدي في المخ، وذلك من خلال حقن بعض المواد في الشرايين المغذية لها بغرض منع تدفق الدم إليها وبالتالي تضمر ويصغر حجمها.

التدخل الجراحي

يلجأ الأطباء إلى التدخل الجراحي في حالات التشوه الشرياني الوريدي كبيرة الحجم، والتي لا يمكن علاجها فقط من خلال القسطرة المخية.

العلاج الإشعاعي

قد يكون العلاج الإشعاعي خطوة مسبقة للتدخل الجراحي أو القسطرة المخية، إذ يعتمد الأطباء على الموجات الإشعاعية في تدمير جزء من التشوه الشريان الوريدي أو تقليص حجمه ليسهل إزالته جراحيًا.

نهاية نجد أن علاج التشوه الشرياني الوريدي يستدعي تمرس ومهارة فائقة من الجراح القائم على دراسة الحالة، وذلك لوضع الخطة العلاجية المناسبة التي تضمن شفاء المريض ووقايته من مضاعفات خطيرة تهدد حياته.

يمكنكم الاستفسار عن تفاصيل أكثر بخصوص علاج التشوه الشرياني الوريدي من خلال زيارة الدكتور فاروق حسن -أستاذ مساعد الأشعة التداخلية وقسطرة المخ بكلية الطب-

للحجز والاستعلام تواصلوا معنا من خلال الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.