وحمة المخ هي تشوه شرياني وريدي ينتج عن تشابك غير طبيعي ما بين شرايين وأوردة المخ، وهي عيب خلقي قد لا تسبب أي أعراض في الكثير من الحالات، ومع ذلك فإنها قد تتمزق مما يؤدي إلى الإصابة بنزيف في المخ.
نشرح الآن كيفية سريان الدورة الدموية بالجسم في حال الإصابة بـ وحمة دموية بالمخ، كما نوضح طرق تشخيصها وعلاجها بشكل مُفصل.
كيف تعمل الدورة الدموية في حالة معاناة وحمة المخ ؟
يُرسل القلب الدم الغني بالأكسجين إلى المخ عبر الشرايين والتي تمريره بدورها إلى الأنسجة عبر شبكات الأوعية الدموية وصولًا إلى الجزء الأصغر، والذي يعرف باسم “الشعيرات الدموية”. تعمل الشعيرات الدموية على توصيل الأكسجين ببطء إلى أنسجة المخ، ويعود الدم الخالي من الأكسجين فيما بعد من خلايا وأنسجة المخ خلال أوردة صغيرة أيضًا حتى يصل إلى وريد الجسم الأكبر والذي يُعيد الدم إلى القلب والرئتين.
أما في حالة وجود وحمة دموية بالمخ فإن الشرايين والأوردة تفتقر الشبكة الداعمة من الشعيرات والأوعية الدموية الدقيقة، مما ينتج عنه تدفق سريع للدم من الشرايين إلى الأوردة، وقد تؤدي قوة التدفق إلى انفجار الوحمة والإصابة بالنزيف.
اقرا عن قصور الدورة الدموية للمخ.
ما هي أعراض وحمة المخ ؟
لا تسبب وحمة المخ أي أعراض إلا في حالة تمزقها وحدوث نزيف في المخ، والذي يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية، وأعراضها كالتالي:
- صداع شديد في أي جزء من أجزاء الرأس.
- ضعف العضلات في الوجه أو في أي منطقة في الجسم.
- الارتباك الذهني وعدم فهم الآخرين.
- التنميل في جزء واحد من الجسم.
- مشكلات في المشي.
- مشكلات في الرؤية.
- طنين الأذن.
- فقدان التوزان.
- صعوبة الكلام.
- الدوخة.
اطلع ايضا على اسباب تمدد شرايين المخ.
كيف يتم تشخيص وحمة المخ ؟
يُجري الأطباء المتخصصين تصوير للدماغ والجهاز العصبي للتأكد من وجود وحمة دموية بالمخ، وذلك عن طريق اتباع الطرق التالية:
القسطرة التشخيصية
يجري الطبيب شقًا في الفخذ لُيدخل من خلاله أنبوب القسطرة إلى شريان المخ المُحتمل إصابته، مع التصوير بالأشعة السينية للتأكد من دخول القسطرة إلى المكان الصحيح. يحقن الطبيب بعد ذلك الصبغة في الأوعية الدموية حتى يتمكن من رؤية مكان الوحمة بوضوح.
التصوير بالرنين المغناطيسي
يعتمد هذا النوع من التصوير على استخدام موجات راديو لتكوين صور واضحة للدماغ، وبذلك ينجح الطبيب في الحصول على المعلومات اللازمة عن موقع الوحمة وحجمها وهل تنزف أم لا. قد يحقن الطبيب الصبغة في بعض الحالات لمعاينة الدورة الدموية في المخ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي.
التصوير المقطعي المحوسب
يحصل الطبيب عبر هذا النوع من التصوير على سلسلة من الصور باستخدام الأشعة السينية لتكوين صور مفصلة للدماغ، وقد يحقن الطبيب المختص الصبغة داخل الأوردة حتى يرى جميع الأوردة والشرايين المرتبطة بوحمة المخ.
ما هي طرق علاج وحمة المخ ؟
يعتمد علاج وحمة المخ على عمر المريض وحالته الصحية، وحجم الوحمة وموقعها تحديدًا. وقد يصف الطبيب بعض الأدوية مثل مسكنات الألم والأدوية المضادة للنوبات للسيطرة على أعراض الوحمة لحين اتخاذ أحد الإجراءات التالية لعلاجها بصورة نهائية.
علاج وحمة المخ بالقسطرة
تشمل خطوات استخدام القسطرة ما يلي:
- تمرير أنبوب القسطرة عبر أحد شرايين الساق أو المعصم مع توجيهها إلى المخ باستخدام التصوير بالأشعة السينية.
- وضع القسطرة في أحد الشرايين المُغذية للوحمة، واستخدام مواد حقن سائلة لسد الشريان وتقليل تدفق الدم إلى الوحمة.
اقرأ المزيد عن دعامة شرايين المخ.
العلاج الإشعاعي
يُعد العلاج الإشعاعي حلاً مناسبا للوحمات صغيرة الحجم، إذ تُوجه حزم إشعاعية دقيقة التركيز إلى منطقة التشوه الشرياني الوريدي، مما يسبب انكماش الوحمة وتقليل خطر الإصابة بالنزيف، حيث يتم عمل ندوب في الأوعية الدموية، وتتجلط الأوعية الدموية المتندبة ببطء بعد هذا العلاج خلال 1-3 سنوات.
الاستئصال الجراحي
تشمل خطوات الاستئصال الجراحي ما يلي:
- يُزيل الجراح جزء من الجمجمة مؤقتًا حتى يصل إلى وحمة المخ.
- يستخدم مشابك خاصة؛ لسد التشوه الشرياني الوريدي واستئصاله برفق من أنسجة المخ المحيطة.
- يعيد الطبيب عظم الجمجمة إلى مكانه ويغلق الشق الجراحي.
الجدير بالذكر أن الطبيب يلجأ إلى الاستئصال الجراحي في حال إمكانية الوصول إلى الوحمة بسهولة، أما إذا كانت تقع في منطقة عميقة بالدماغ فإن الأفضل هو علاجها بالقسطرة أو العلاج الإشعاعي.
إذا كان لديكم مزيد من الأسئلة أو الاستفسارات يمكنكم التواصل مع الدكتور فاروق حسن استشاري الأشعة التداخلية وقسطرة المخ والعمود الفقري عبر الأرقام التالية