في مقالنا اليوم بعنوان “هل جلطة الدماغ خطيرة؟” اهتممنا بتوعية جميع المرضى المعرضين للإصابة بالجلطة الدماغية عن مدى خطورة هذا المرض مشيرين إلى المضاعفات المحتملة، وأهمية اللجوء إلى المستشفى في وقت مبكر لضمان فعالية رحلة العلاج. فلا تفوتكم هذه المعلومات المهمة.
هل جلطة الدماغ خطيرة؟
تُعد جلطة الدماغ من أخطر الحالات المرضية التي قد يتعرض إليها الإنسان وتؤثر في حالته النفسية، فبعدها يكون لكل ثانية ودقيقة في حياته قيمة كبيرة لا يُدركها سوى الذي مر بنفس الحالة.
وتكمن خطورة جلطة الدماغ في تسببها في حرمان جزء كبير أو صغير من خلايا المخ من الإمداد الدموي والأكسجين اللازم لحياتها وعملها، ما ينتج عنه تلف دائم غير قابل للإصلاح في بعض أجزاء المخ، الأمر الذي يُعرض المريض إلى مضاعفات خطيرة وهي الإصابة بإعاقة دائمة أو فقدان الفرد لحياته.
ولذلك من المهم أن يدرك المرضى المعرضون للإصابة بخطر الجلطات الدماغية -مثل كبار السن ومرضى ضغط الدم المرتفع والكوليسترول والسكري- العلامات التحذيرية لهذا المرض، وما عليهم فعله حينئذ.
كيف يكتشف المريض الجلطة الدماغية؟ وما التصرف السليم حينئذ؟
تصاحب بعض العلامات التحذيرية جلطة المخ حينها يستطيع المريض أن يدركها في وقت مبكر، ويحصل على الرعاية الطبية السليمة التي تنقذ حياته ومستقبله.
ولعل أهم هذه العلامات:
- ضعف مفاجئ في حركة الأطراف على جانب واحد من الجسم.
- شلل جانب واحد من الوجه.
- صعوبة مفاجئة في الكلام وفهم الحديث.
- ضعف مفاجئ في الحواس مثل النظر أو السمع.
- فقدان التوازن والتنسيق في أثناء المشي.
- الدوخة والدوار.
- تيبس عضلات الرقبة دون سبب محدد.
واستنادًا لإجابتنا عن السؤال “هل جلطة الدماغ خطيرة؟” نستنتج أن ظهور هذه الأعراض لا بد أن يدفع المريض إلى زيارة أقرب مستشفى للطوارئ، وذلك للخضوع للفحوصات الطبية اللازمة التي تثبت أو تنفي تعرضه إلى جلطة دماغية حادة.
وفي حال ثبوت إصابته ينبغي أن يتلقى العلاج في الساعات الأولى من الجلطة، إذ يُعد ذلك من المعايير الضرورية لنجاح رحلة العلاج.
ما هي الرعاية الطبية التي لا بد أن يتلقاها مريض جلطة المخ سريعًا؟
فور ثبوت تعرض المريض لجلطة دماغية حادة، يرشحه الأطباء إلى أحد الخيارات العلاجية التالية على الفور:
الحقن بأدوية مذيبة للجلطات
عادة يلجأ الأطباء إلى هذا الخيار عند وصول المريض إلى الطوارئ خلال ال 4 ساعات الأولى من تعرضه للجلطة، وكذلك حينما تظهر الجلطة في شرايين صغيرة غير رئيسية في المخ.
وفيها يُحقن المريض بجرعات مناسبة من الأدوية المذيبة للجلطات، ويوضع تحت الملاحظة لمراقبة مدى استجابة خلايا المخ لهذه الأدوية.
لذلك تكون الإجابة عن السؤال: “هل جلطة الدماغ خطيرة في جميع الحالات؟” لا، إذ يُعد حصول المريض على العلاج المناسب خلال الساعات الأولى من الإصابة بمثابة فرصة ذهبية للعودة للحياة الطبيعية مرة أخرى.
علاج الجلطات بالقسطرة المخية
إذا أثبتت أساليب التشخيص الدقيقة وجود جلطة في أحد شرايين المخ الرئيسية، حينئذ يكون العلاج بالقسطرة المخية أكثر فاعلية، فمن خلال وخزة إبرة بسيطة في شريان الفخذ يستطيع الجراح الوصول إلى شرايين المخ وتتبع مكان الجلطة، وسحبها بكل سلالة من الشريان المسدود، ليعود الإمداد الدموي سريعًا إلى أجزاء المخ المتضررة.
ويحتاج نجاح هذا الإجراء إلى اللجوء إلى أفضل دكتور قسطرة مخية، وذلك لامتلاكه المهارة والتمرس الكافيين لسحب الجلطة بأمان دون إتلاف أي من أنسجة المخ أو الأعصاب المجاورة.
متى يكون علاج جلطة المخ بلا جدوى؟
لا يجدي علاج جلطة المخ نفعًا إذا تلقاه المريض في وقت متأخر، أي بعد مرور بضعة أيام على إصابته بالجلطة، فحينئذ قد يتعرض أحد أجزاء المخ للتلف الدائم نتيجة حرمانه فترة طويلة من الإمداد الدموي، ولا يكون العلاج قادرًا على إعادة هذا الجزء للحياة والعمل من جديد.
ويكون الغرض من العلاج حينئذ هو وقف تدهور حالة المريض والحفاظ على حياته، لا استعادة الوظائف التي فقدها أو مداواة الإعاقات التي أصيب بها.
هل يعود الإنسان طبيعيًا بعد الجلطة؟
تعتمد الإجابة عن هذا السؤال على التوقيت الذي خضع فيه المريض للعلاج، فإذا تلقى العلاج في الساعات الأولى من إصابته بالجلطة حتمًا سيعود في أسرع وقت إلى حياته الطبيعية وهو بكامل صحته، أما إذا تأخر في خضوعه للعلاج وحدث تلف دائم في أحد أجزاء المخ، فلا يعود الإنسان طبيعيًا بعد الجلطة.
ما التوقيت الذي يحتاجه مريض جلطة المخ للتعافي نهائيًا؟
يختلف التوقيت اللازم للتعافي من جلطة المخ بين مريض وآخر وذلك بناءًا على مجموعة من العوامل، أهمها:
- موقع الجلطة وحجمها.
- التوقيت الذي خضع فيه المريض للعلاج.
- مدى إدارة المريض للأمراض المزمنة التي يعانيها مثل الضغط والسكري والسمنة.
- عمر المريض وحالته الصحية العامة.
- مدى التزام المريض بتعليمات الطبيب خلال فترة النقاهة وجلسات العلاج التأهيلي.
وبنهاية مقالنا “هل جلطة الدماغ خطيرة؟” نتمنى الشفاء العاجل لجميع مرضى جلطة المخ والعودة سريعًا إلى حياتهم الطبيعية بكامل صحتهم.
ويمكنكم معرفة مزيد من التفاصيل عن أسباب جلطة المخ، من خلال استشارة الدكتور فاروق حسن استشاري قسطرة المخ بكلية الطب جامعة القصر العيني.