قد يتفاجأ بعض المرضى أن الصداع المعتاد الذي يباغتهم بين حين وآخر يشير إلى التهاب بعض الشرايين المغذية للرأس والرقبة وأشهرهم الشريان الصدغي، وليس سببه الإجهاد والتوتر كما كان متوقع! 

ترى ما هو الشريان الصدغي؟ وهل التهابه يشكل خطورة على حياة الفرد؟ هذا ما نتناول توضيحه تفصيلًا في فقرات هذا المقال.

ما هو الشريان الصدغي؟ وأين يقع تحديدًا؟

الشريان الصدغي هو أحد الشرايين الموجودة على جانبي الرأس، وهو المسؤول عن تغذية كل من فروة الرأس والرقبة والأعصاب البصرية والذراعين وعضلات الفك، وذلك بإمدادهم بالأكسجين والمغذيات اللازمة لقيامهم بوظيفتهم.

لذلك قد يسبب التهاب الشريان الصدغي فترات طويلة دون علاج مضاعفات عدة تؤثر في قدرة الفرد على ممارسة حياته اليومية.

ما هو الشريان الصدغي الملتهب؟ وهل حقًا كبار السن أكثر عرضة للإصابة؟

عند حدوث التهاب في الشريان الصدغي، فإن خلاياه تتضخم، ما ينتج عنه ضيق أو انسداد في مجرى هذه الشريان، وبالتالي يقل أو ينقطع الإمداد الدموي عن الرأس أو الأعصاب البصرية أو عضلات الفك وغيرها من الأعضاء التي تفقد وظيفتها وتتلف خلاياها تأثرًا بذلك.

وقد أفصحت استقصاءات الباحثين عن أسباب الإصابة عن عدم وجود سبب واضح وراء إصابة بعض الأشخاص بهذا المرض، ولكن لوحظ أن معظم المصابين كانوا من كبار السن. 

كما رجح البعض أن التهاب الشريان الصدغي قد يرتبط بالعامل الوراثي، وحدوث اضطراب في الجهاز المناعي؛ ما يدفعه لمهاجمة شرايين الجسم عن طريق الخطأ.

لذلك عند الإجابة عن سؤال ما هو الشريان الصدغي الملتهب فهو شريان أصابه ضيق أو انسداد لسبب ما غير معلوم، وقد فقد مرضاه إثر ذلك القدرة على أداء أهم الوظائف اليومية.

هل يمكن الوقاية من التهاب الشريان الصدغي؟

مع الأسف لا يمكن الوقاية من التهاب الشريان الصدغي وذلك لأنه يحدث لأسباب غير معلومة، وعليه، لا يمكن تفادي الإصابة بأي صورة من الصور.

أعراض التهاب الشريان الصدغي| عدة أعراض إهمالها قد يُفقدك البصر نهائيًا

تنطوي أبرز أعراض التهاب الشريان الصدغي على ما يلي:

  • صداع في جانب من الرأس أو على كلا الجانبين يزداد مع مرور الوقت ولا يستجيب للمسكنات التقليدية.
  • ضعف مفاجئ في البصر يزداد حدة بمرور الوقت، وقد يصاحبه ازدواجية في الرؤية.
  • آلام شديدة في فروة الرأس والرقبة والفك.
  • آلام في الكتف والذراعين.

قد تبدو هذه الأعراض بسيطة لبعض المرضى ويمكن التعايش معها، ولكن هذا ليس صحيح  إطلاقًا؛ إذ يتسبب إهمال تشخيص وعلاج التهاب الشريان الصدغي في عواقب وخيمة أشهرها فقدان البصر الدائم بسبب تلف العصب البصري وحرمانه من التروية الدموية فترة طويلة.

لذلك يُعد التشخيص السريع والسليم لحالة المريض أولى الخطوات في طريق التعافي دون مضاعفات -بإذن الله-.

التشخيص الصحيح لالتهاب الشريان الصدغي يضمن فاعلية العلاجي

يسلك الطبيب أساليبًا عدة للوصول إلى التشخيص السليم في حالات التهاب الشريان الصدغي، لعل أبرزها:

  • الفحص السريري للمريض.
  • فحوصات الدم التي تتقصى عن وجود التهاب ما في أحد أجزاء الجسم، وتكشف مقدار هذا الالتهاب.
  • فحص الموجات الصوتية والرنين المغناطيسي على الشريان الصدغي؛ للكشف عن وجود ضيق أو انسداد.
  • أخذ عينة من الشريان الصدغي في الحالات المستعصية وفحصها معمليًا للكشف عن مظاهر الالتهاب في خلاياه.

بالانتهاء من مرحلة الفحوصات والتحاليل يتأكد الطبيب تمامًا من تشخيصه وبناءًا على درجة الالتهاب وموقعه يضع خطة علاجية مناسبة لحالة كل مريض.

علاج التهاب الشريان الصدغي

استكمالًا لتسلسل مقالنا الذي بدأ بتعريف “ما هو الشريان الصدغي والتهابه؟”، نواصل رحلتنا في الحديث عن علاج هذا المرض، والذي ينطوي على أخذ جرعات محسوبة من عقار الكورتيزون؛ للسيطرة سريعًا على الالتهاب وإعادة التروية الدموية إلى العصب البصري وغيره من الأعضاء التي على وشك فقدان وظيفتها نهائيًا.

والجدير بالذكر أن مرض التهاب الشريان الصدغي من الأمراض التي قد يطول علاجها، فقد يحتاج المريض إلى تناول عقار الكورتيزون لسنوات لإدارة أعراض هذا المرض، وعند تماثله للشفاء يبدأ الطبيب في تخفيف جرعاته تدريجيًا.

ملحوظة: قد تصاحب خطة علاج التهاب الشريان الصدغي خطة تكميلية أخرى تُعالج الآثار الجانبية لتناول عقار الكورتيزون على المدى البعيد.

بهذا القدر تكون قد انتهت إجابتنا عن سؤال “ما هو الشريان الصدغي وعلامات التهابه؟”، ونهايةً نوصيك عزيزي القارئ بضرورة طلب الاستشارة الطبية العاجلة إذا باغتتك تلك الأعراض، وذلك للخضوع للعلاج الفوري قبل تلف العصب البصري وغيره من الوظائف بصورة لا يمكن إصلاحها.

احصل الآن على استشارة أمهر متخصصي الأشعة الداخلية وقسطرة المخ الدكتور فاروق حسن من خلال التواصل على الأرقام الموضحة في موقعه الإلكتروني.