تمدد شرايين المخ من أخطر الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي، إذ ينتج عنها مضاعفات قد تُهدد حياة المُصاب، وأشهرها نزيف المخ. 

نستعرض تفصيليًا خلال هذا المقال أسباب تمدد شرايين المخ وأعراضه، ووسائل علاجه ومدى خطورته على حياة المريض.

تمدد شرايين المخ وأعراضه

يُصاب البعض بـ تمدد شرايين المخ نتيجة تعرض جزء ضعيف من جدار الشريان إلى ارتفاع مستمر في ضغط الدم، ما ينتج عنه تمدد هذا الجزء وتراكم كمية كبيرة من الدم فيه، فينتفخ مكونًا جزءًا يُشبه البالون داخل الشريان.

وقد يتسبب تمدد شرايين المخ في مُضاعفات خطيرة، مثل: 

  • زيادة حجم الشريان وضغطه على الأعصاب أو أنسجة المخ المحيطة به.
  • انفجار التمدد، ومُصاحبته بنزيف في المخ.

وعلى هذا الأساس تختلف الأعراض الناتجة عن تمدد شرايين المخ، فإذا تسبب التمدد الشرياني في الضغط على أنسجة المخ والأعصاب، ستقتصر الأعراض على الآتي:

  • الصداع.
  • تشوش الرؤية.
  • الخدر والتنميل في الوجه.
  • ألم فوق وخلف العين.
  • النوبات التشنجية.

أما إذا انفجر الشريان وتسبب في نزيف في المخ فتنتج عنه أعراض عنيفة تتمثل في:

  • صداع شديد وغير محتمل.
  • تشوش شديد في الرؤية.
  • تصلب الرقبة.
  • الغثيان والقيء.
  • تدلي الجفون واتساع حدقة العين.
  • الحساسية تجاه الضوء.
  • فقدان الوعي.

اطلع ايضا على أعراض قصور الدورة الدموية للمخ.

ما هي أسباب تمدد شرايين المخ؟

يُوضّح الأطباء ارتباط الإصابة بتمدد شرايين المخ وضعف جدارها ببعض العوامل، أهمها: 

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بتمدد شرايين المخ.
  • الإصابة بمرض وراثي ما مثل متلازمة مارفان.
  • إدمان الكحوليات.
  • ضغط الدم المرتفع.
  • التدخين وإدمان المخدرات.

تعرف أيضًا على أسباب وحمة وريد جالين التي ينتج عنها نزيف المخ الخطير.

هل يختلف علاج تمدد شرايين المخ حسب أنواع التمددات الشريانية؟

بالطبع يختلف التدخل الطبي الذي يُجريه طبيب القلب المختص من أجل علاج تمدد شرايين المخ من مريض لآخر، حسب أنواع التمددات الشريانية، ودرجة الخطورة التي تُشكلها على حياة المريض.

 أنواع التمددات الشريانية في المخ

تُصنف التمددات الشريانية في المخ إلى عدة أنواع بناءً على:

  •  حجم التمدد: صغير، أو متوسط، أو كبير، أوضخم.
  • شكل التمدد: بيضاوي، أو اسطواني، أو كروي.
  • مكان التمدد: في شرايين المخ الأمامية أم الخلفية.
  •  عنق التمدد: تمدد ذو عنق ضيق، أم تمدد ذو عنق متسع.

اقرا ايضا عن وحمة المخ.

 طرق تشخيص تمدد شرايين المخ

عادةً لا تظهر أعراض تمدد شرايين المخ غير المتمزق على جميع المرضى لذا لا يُمكن تشخيصه في كثير من الحالات في هذه المرحلة.

 ولكن عند تمزق التمدد الشرياني وحدوث نزيف في المخ، سيُعاني المريض أعراضًا مؤلمة ومزعجة ستدفعه بالتأكيد إلى استشارة الطبيب العاجلة، وأشهر تلك الأعراض آلام الرأس، وخدر وتنميل جانب من جانبي الوجه. 

 

وتشمل طرق تشخيص تمدد شرايين المخ ما يلي:

الأشعة المقطعية على المخ

يُمكن لهذا الفحص تصوير تمدد الشرايين ونزيف المخ في أول 24-48 ساعة من حدوث النزيف، ولكن قد يكون غير دقيق إذا مر على حدوثه أكثر من ذلك. 

الرنين المغناطيسي

يُستخدم الرنين المغناطيسي في الكشف عن تمدد شرايين المخ والنزيف بصورة أوضح، ويُمكن إجراؤه لفترة طويلة بعد حدوث النزيف، لذا يُعد من الفحوصات المميزة في الكشف عن هذا المرض.

الأشعة المقطعية بالصبغة على شرايين المخ

تُعطي الأشعة المقطعية بالصبغة صورة أكثر وضوحًا لمكان التمدد وسببه وحجمه. 

القسطرة التشخيصية

تُمكن القسطرة التشخيصية الطبيب من تحديد حجم المشكلة الواقعة بالشريان، وبالتالي تحديد علاج تمدد شرايين المخ المناسب للحالة.

هل يمكن علاج تمدد شرايين المخ بدون جراحة ؟

ساهم التطور التكنولوجي في علاج تمدد شرايين المخ بدون جراحة، وحماية المرضى من مخاطر التدخل الجراحي المفتوح، وذلك من خلال استخدام تقنيات حديثة ومحدودة التدخل، أهمها:

 قسطرة شرايين المخ

قسطرة شرايين المخ هي أسلوب علاجي محدود التدخل يُجريه الأطباء بهدف علاج تمدد شرايين المخ من خلال عدة خطوات، وهي:

  • إدخال أنبوب قسطرة شرايين المخ من خلال وخزة صغيرة في الأوعية الدموية الُممتدة في الفخذ أو الرسغ.
  • تدكيك هذا الأنبوب داخل الأوعية الدموية إلى أن تصل إلى الشريان المُصاب في المخ.
  • حقن التمدد الشرياني باستخدام ملفات حلزونية لغلقه ومنع تدفق الدم خلاله، أو عن طريق دعامات أو بالونة تحول مسار الدم من الجزء المتمدد إلى الشريان الرئيسيُ وذلك حسب حجم التمدد وشكله واتساع عنقه.

اقرا اكثر عن دعامة شرايين المخ

كمْ تبلغ نسب نجاح علاج تمدد شرايين المخ؟

الطبيب القائم على الحالة وحده من يمكنه تقدير نسبة نجاح علاج تمدد شرايين المخ، إذ تعتمد نسب نجاحها على عدة عوامل، أهمها:

  • عمر المريض، وحالته الصحية.
  • مدى سرعة تلقي العلاج.
  • حجم التمدد وموقعه.
  • حجم النزيف الواقع في المخ.
  • مدى مناسبة الأسلوب العلاج المُتبع لحالة المريض.

 

لذا من الضروري عند الشعور بأعراض تمدد شرايين المخ استشارة طبيب خبير في علاج أمراض المخ والأعصاب. فكلما كان التدخل الطبي سريعًا ومناسبًا، قل التلف الواقع في خلايا المخ أو الأعصاب المجاورة، وانخفضت المضاعفات المترتبة على هذا المرض.

 

وعلى النقيض فإن التأخر في علاج تمدد شرايين المخ قد يُعرض المرضى إلى خطر فقدانهم حياتهم، أو إصاباتهم بإعاقات دائمة مثل فقدان البصر.

 

يمكنكم التعرف على أساليب الوقاية من مرض تمدد شرايين المخ، ومزيد من التدخلات الطبية المتبعة لعلاجه من خلال استشارة الدكتور فاروق حسن -أستاذ مساعد الأشعة التداخلية وقسطرة المخ بكلية الطب جامعة القاهرة-.

 

لحجز موعد تواصوا معنا من خلال الأرقام الموجودة على موقعنا الإلكتروني.