تحتوي الرقبة على شريانين رئيسيين -الشرايين السباتية-، يمران على جانبي الرقبة وينقلان الدم إلى المخ والرأس والوجه. وفي حال إصابة شرايين الرقبة بضيق بسبب تراكم الترسبات الدهنية على جدرانها، تزداد احتمالية الإصابة بالسكتات الدماغية ومضاعفات خطيرة أخرى قد تؤدي إلى الوفاة.

لذا ينبغي لنا معرفة أسباب ضيق شرايين الرقبة وكيف تُعالج، وهذا ما سنُناقشه في المقال التالي فتابعوا القراءة.

ما هو ضيق شرايين الرقبة ؟

تمر الشرايين السباتية على جانبي الرقبة، ويتدفق الدم عبرها إلى المخ والرأس والوجه، وعند إصابتها بالضيق خاصةً مع التقدم في العمر، يزداد خطر حدوث السكتة الدماغية.

ويسمى ضيق شرايين الرقبة بـ مرض الشريان السباتي، ووفق تقارير نشرتها جمعية السكتة الدماغية الأمريكية والتي أشارت إلى أن ضيق الشرايين السباتية يُصيب 5٪ من السكان، وأن السكتة الدماغية تحتل المرتبة الثالثة في الحالات التي تسبب الوفاة.

ما أسباب ضيق شرايين الرقبة ؟

ينتج ضيق شرايين الرقبة من تراكم الترسبات الدهنية على جدرانها، وقد تتشكل جلطة دموية فجأة تُعيق تدفق الدم جزئيًا أو كليًا عبر شرايين الرقبة وتؤدي إلى حدوث سكتة دماغية.

وتزيد بعض العوامل من خطر حدوث ضيق شرايين الرقبة، ومنها:

  • التدخين وتعاطي المخدرات.
  • السمنة.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بالسكري.
  • كبر السن.
  • التاريخ العائلي من الإصابة بالسكتات الدماغية.

ما أعراض ضيق شريان الرقبة ؟

قد لا يُعاني مُصاب ضيق شرايين الرقبة أي أعراض خلال مراحل الإصابة المُبكرة، ولكن مع تقدم الحالة قد تحدث السكتة الدماغية بسبب تكون جلطة كبيرة تتسبب في انسداد الشريان بالكامل وانقطاع الإمداد الدموي عن جزء من المخ، أو بسبب انتقال جزء من الترسبات إلى الشرايين الضيقة في المخ.

وبالنسبة لبعض الأشخاص تكون السكتة الدماغية هي أول أعراض ضيق شرايين الرقبة، ومن أعراض السكتة الدماغية الشائعة ما يلي:

  • تدلي جانب واحد من الوجه.
  • صعوبة الكلام والتواصل مع الآخرين.
  • فقدان الرؤية في عين واحدة.
  • الضعف وفقدان الإحساس في جانب واحد من الجسم.
  • الدوار.
  • صعوبة البلع.

وتحدث هذه الأعراض بصورة مؤقتة، وقد تستمر لبضع دقائق أو ساعات، وفي كل الأحوال ينبغي استشارة الطببب فورًا في حال ظهورها.

كيفية تشخيص ضيق شرايين الرقبة ؟

غالبًا ما يُشخص ضيق شرايين الرقبة بعد حدوث السكتة الدماغية، إذ يبدأ الطبيب بإجراء الفحوصات للبحث عن سببها، ومع الفحص البدني وسماع صوت النبض قد يلاحظ صوتًا خافتًا يشبه الصفير عند فحص الرقبة بالسماعة، وهي علامة مميزة تشير إلى الإصابة بـ ضيق في عروق الرقبة.

ولتأكيد التشخيص يُجري المزيد من الفحوصات التصويرية، ومنها:

  • الفحص بالموجات فوق الصوتية للتحقق من كيفية تدفق الدم عبر الشرايين، والبحث عن أماكن الضيق أو الانسداد.
  • تصوير الأوعية الدموية بالأشعة المقطعية وهو فحص يُجرى باستخدم الأشعة السينية لعرض صور تفصيلية لشرايين الرقبة، وخلال الإجراء يحقن الطبيب صبغة في مجرى الدم تُساعد على إظهار أي انسدادات في الشريان.
  • تصوير الأوعية الدموية في المخ، يتضمن الإجراء استخدام القسطرة التشخيصية وتمريرها عبر أحد الأوعية الدموية في الفخذ أو الذراع، وصولًا إلى الشريان المسدود، وعندها يحقن الطبيب الصبغة في الشريان مباشرةً ليتمكن من فحصه بدقة.

أقرأ ايضا عن نسبة نجاح عملية الشريان السباتى.

كيف يُعالج ضيق شرايين الرقبة ؟

يُحدد الطبيب مكان الانسداد ومقداره من خلال الفحوصات التصويرية السابق ذكرها، وعلى أساسه ينسب ضيق الشريان إلى أحد تصنيفات ضيق الشرايين الثلاثة، وهي خفيف ومتوسط وشديد.
ويبدأ بوضع الخطة العلاجية المناسبة، وتتضمن ما يلي:

إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة

يوصي الطبيب المعالج بإجراء بعض التغييرات في نمط الحياة، للحد من تفاقم الإصابة في الحالات الخفيفة، ومن تلك الإجراءات:

  • التوقف عن التدخين.
  • تناول الأطعمة الصحية منخفضة الدهون والصوديوم.
  • المحافظة على وزن صحي.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، بما لا يقل عن 30 دقيقة في اليوم 5 أيام في الأسبوع .
  • التحكم في الحالات الصحية التي تزيد من خطر الإصابة، مثل ضغط الدم المرتفع والسكري.
  • إجراء الفحوصات بانتظام.
  • تناول أدوية السيولة

يصف الطبيب بعض الأدوية التي تُساعد على تدفق الدم عبر الأوعية الدموية وتقليل خطر الإصابة بالجلطات الدموية.

التدخلات الجراحية

يلجأ الأطباء إلى التدخلات الجراحية في حالات ضيق شرايين الرقبة الشديدة، وتكون الخيارات الجراحية المطروحة إما استئصال بطانة الشريان السباتي من خلال إجراء شق في موضع الانسداد وإزالة الترسبات من الشريان لاستعادة تدفق الدم بداخله بصورة طبيعية، أو يقترح الطبيب تركيب دعامة في الشريان السباتي.
يُمكن تركيب دعامة الشريان السباتي من خلال وضع قسطرة عبر الوعاء الدموى وتوجيهها بالأشعة السينية نحو موضع الانسداد أو الضيق، وبمجرد الوصول ينفخ البالون المثبت في طرفها لتوسيع الشريان، ويتبع ذلك وضع الدعامة للحفاظ على الوعاء الدموي مفتوحًا.

في ختام مقالنا عن ضيق شرايين الرقبة ندعوكم إلى تصفح مدونة الدكتور فاروق حسن -استشاري الأشعة التداخلية- ويسعدنا تلقي استفساراتكم عبر الأرقام الموضحة أمامكم في الموقع الإلكتروني.