يتسم تمدد الأوعية الدموية في الدماغ بوجود انتفاخ أو توسع في جزء من جدار الأوعية، ومن ثم ضعفه وجعله عرضة للتمزق، والسؤال هنا ما مدى خطورة هذا الأمر؟

قد يؤدي تمزق الأوعية الدموية إلى نزف داخلي، وهذا الأمر يشكل خطرًا على الحياة، وتكمن خطورة تمدد الأوعية الدموية في الدماغ أيضًا في كونها حالة صامتة لا تُكتشف إلا عند فحص الدماغ أو حدوث مضاعفات خطيرة مثل النزيف، لذا حرصنا اليوم على التحدث عن هذه الحالة وسبل علاجها.

ما أسباب تمدد الأوعية الدموية في الدماغ؟

توجد عدة أسباب قد تؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية في الدماغ، منها:

  • الوراثة، إذ ترتفع نسب الإصابة لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي بالإصابة.
  • ارتفاع ضغط الدم، إذ يؤدي إلى ضعف جدران الأوعية الدموية مع مرور الوقت، ومن ثم تمددها.
  • أمراض الأوعية الدموية، مثل تصلب الشرايين.
  • التدخين، ويُعد أحد أهم الأسباب التي تسبب أضرارًا بالغة بالجسم، خاصة الأوعية الدموية.
  • السن، إذ تزداد نسب الإصابة بعد سن الأربعين.
  • الجنس، إذ النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.

إقرأ عن: دعامة شرايين المخ و اهميتها فى علاج التمددات الشريانية

هل توجد أنواع لتمدد الأوعية الدموية في الدماغ؟

يوجد نوعان رئيسيان لتمدد الأوعية الدموية، هما:

  • تمدد الأوعية الشرياني: يحدث غالبًا في شرايين قاعدة الدماغ ويكون الأكثر عرضة للتمزق.
  • تمدد الأوعية الجانبي: وهو أقل شيوعًا، ويحدث في الأوعية الجانبية وتكون تأثيراته أقل حدة.

ما أعراض تمدد الأوعية الدموية في الدماغ؟

لا يتسبب تمدد الأوعية الدموية غالبًا في ظهور أعراض، حتى يصبح كبيرًا للغاية أو يؤدي إلى تمزق الأوعية، وقد يشعر المصاب بالتمدد عند ظهور ما يلي:

  • صداع شديد ومفاجئ.
  • ألم خلف العينين.
  • ضعف أو خدر في جانب واحد من الوجه.
  • رؤية مزدوجة أو مشوشة.

أما عند تمزق التمدد فقد تظهر الأعراض الآتية بصورة مفاجئة:

  • صداع شديد غير محتمل.
  • غثيان وقيء.
  • فقدان الوعي.
  • تصلب الرقبة.
  • صعوبة في التحدث أو الفهم.
  • تشنجات.

إقرأ أيضاً: أعراض قصور الدورة الدموية للمخ

ما سبل علاج تمدد الأوعية الدموية في الدماغ؟

تتعدد سبل علاج تمدد الأوعية الدموية في الدماغ اعتمادًا على حجم التمدد وموقعه وأيضًا الحالة الصحية العامة للمريض، ويهدف العلاج في المقام الأول إلى منع تمزق الأوعية أو معالجة المضاعفات الناجمة عنه إذا كانت قد حدثت بالفعل. 

وتشمل العلاجات المتاحة:

الجراحة

تُعد الجراحة واحدة من أكثر الإجراءات شيوعًا في علاج تمدد الأوعية الدموية، إذ يضع الجراح مشبكًا معدنيًا صغيرًا في عنق الوعاء الدموي المتمدد لمنع تدفق الدم إليه، وخفض خطر التمزق، وتُجرى هذه الجراحة عن طريق فتح الجمجمة للوصول إلى الأوعية الدموية.

وتتطلب هذه الجراحة فترة نقاهة طويلة كونها جراحة معقدة، وقد تحمل بعض المخاطر المتعلقة بالتخدير أو نزف أو عدوى.

القسطرة العلاجية

القسطرة العلاجية بديل للجراحة السابقة لعلاج تمدد الأوعية الدموية في الدماغ، إذ تُدخَل قسطرة عبر شريان الفخذ وتمرر إلى موقع التمدد الدموي، وبمجرد وصول القسطرة إلى المكان المستهدف، تُوضع لفائف معدنية دقيقة -مصنوعة عادة من البلاتين- لملء التمدد ومنع تدفق الدم داخله، ما يساعد في تجلط الدم ومنع التمزق.

الأدوية

إن لم يكن تمدد الأوعية الدموي معرضًا لخطر التمزق المباشر أو حينما لا يكون العلاج الجراحي مناسبًا، قد يصف الطبيب الأدوية لمنع تطور الأعراض وظهور مضاعفات خطيرة، وتشمل هذه الأدوية:

  • أدوية خفض ضغط الدم، لتقليل الضغط الواقع على الأوعية الدموية.
  • مضادات التشنج، لمنع التشنجات التي قد تحدث بسبب التمدد أو التمزق.
  • مسكنات الألم، للسيطرة على الصداع وآلام الرقبة.

ويستمر المريض في تناول هذه الأدوية إلى أن ينصحه الطبيب بالتوقف عنها.

تعرف علي المزيد: علاج تمدد شرايين المخ

ما العلاقة بين تمدد الأوعية الدموية في الدماغ ونزيف تحت العنكبوتية؟

حينما يتمزق تمدد الأوعية الدموية، يسبب نزفًا في الفراغ بين الدماغ والطبقة الرقيقة التي تغطيه، والتي تُعرف بتحت العنكبوتية، وهذا النوع من النزف حالة طبية طارئة.

إن حدث نزيف تحت العنكبوتية ففي الغالب سيزداد الضغط داخل الجمجمة، وهذه حالة خطيرة تتسبب في تلف أنسجة الدماغ إذا لم يسع المريض للعلاج سريعًا.

ويتطلب الأمر الخضوع عاجلًا لجراحة لتصريف السوائل المتجمعة ومن ثم تقليل الضغط داخل الجمجمة، بجانب الخضوع للقسطرة العلاجية لمنع حدوث مزيد من النزف.

اطلع علي : ما هي وحمة المخ، وكيف يمكن علاجها ؟

هل يمكن الوقاية من تمدد الأوعية الدموية؟

للوقاية من تمدد الأوعية الدموية داخل الدماغ، يُنصح باتباع النصائح الآتية:

  • المحافظة على ضغط الدم طبيعيًا، من خلال مراقبته بانتظام وتناول الأدوية إذا لزم الأمر.
  • التوقف عن التدخين، لأنه عامل خطر رئيسي.
  • اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات ويحتوي على الدهون الصحية.
  • ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
  • الخضوع للفحص الدوري خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي للإصابة بتمدد الأوعية الدموية.

وفي الأخير، نوصيك بالالتزام بالنصائح السابقة والالتزام بالمتابعات الطبية، حتى تبقى في منأى عن الإصابة بمخاطر تمدد الأوعية الدموية بالدماغ.