التعايش مع العيوب الخلقية مأساة يواجهها الأطفال في بداية حياتهم، خاصةً إن كان العيب الخلقي موجود في عضو حيوي وفعال في الجسم، مثل المخ والقلب، إذ يتعين على الطفل المُصاب في هذه الحالة الراحة والبقاء ساكنًا والامتناع عن الركض واللعب كغيره خشية أن تسوء حالته.
ولكن من المؤسف أن الراحة ليست كافية للوقاية من مُضاعفات جميع العيوب الخلقية، ويُمكننا ذكر التشوه الشرياني الوريدي الشوكي كمثال على ذلك، فقد يتعرض الطفل المُصاب بهذا التشوه إلى مخاطر النزيف والشلل المفاجئ، حتى وإن لم يُمارس أي نشاط حركي.
لذا توجب علينا في عيادات الدكتور فاروق حسن إسداء النصائح الطبية، التي تُساعد أهالي الأطفال المُصابين بـ التشوه الشرياني الوريدي بالحبل الشوكي على حماية أطفالهم من مخاطر النزيف المُحتملة.
ما التشوه الشرياني الوريدي؟ إليك معلومات طبية دقيقة عن المرض
التشوه الشرياني الوريدي مُصطلح طبي أطلقه أطباء الأوعية الدموية على الحالات التي تُعاني عيوبًا خلقية في الأوعية الدموية الدقيقة، إذ يظهر التشوه الشرياني الوريدي في صورة كتلة من شعيرات دموية غير طبيعية تربط بين الشرايين والأوردة.
يؤدي نمو الأوعية بصورة غير طبيعية إلى انتقال الدم من الشرايين إلى الأوردة مُباشرةً، دون إمداد العضو بالأكسجين والعناصر الغذائية، وهو ما يؤثر في صحة هذا العضو.
درجات التشوه الشرياني الوريدي الشوكي
في عام 1992، وضع جراح الأعصاب ورئيس معهد بارو للأعصاب في فينيكس دكتور روبرت سبيتزلر، وزميله أنسون تصنيفًا لحالات الإصابة بالتشوه الشرياني الوريدي الشوكي، تضمن:
حالات الناسور الشرياني الوريدي الشوكي
وهو أكثر أنواع التشوه الشرياني الوريدي الشوكي شيوعًا، إذ تتجاوز نسبة المُصابين بهذا النوع 85%.
عادةً ما تنتشر الإصابة بالناسور الشرياني الشوكي بين الرجال والنساء بنسبة 5: 1، وتظهر أعراضه على البالغين وكبار السن ممن تتراوح أعمارهم ما بين 50 إلى 60 عامًا، وتشمل هذه الأعراض الآتي:
- آلام أسفل الظهر والقدمين.
- تنميل وخدر الساقين.
- صعوبة المشي.
التشوه الشرياني الوريدي الشرياني الشوكي النخاعي
عادةً ما يظهر هذا النوع من التشوه بين فقرات العمود الفقري الظهرية، وتزداد فرص الإصابة بالمرض بين البالغين وشباب العشرينات.
وتكمن خطورة الإصابة بـ التشوه الشريانى الوريدى بالحبل الشوكى في زيادة احتمالية الإصابة بالنزيف، إذ تصل إلى 4% سنويًا، وترتفع إلى 10% في حال الإصابة بالنزيف في وقت سابق.
التشوه الشرياني الوريدي الشوكي داخل أو خارج الجافية
يُصنف التشوه الشرياني داخل أو خارج غشاء الجافية بأنه أخطر أنواع التشوهات الشريانية الوريدية، وللأسف فهي تُصيب الأطفال ومن هم دون سن البلوغ أي 15 عامًا فأقل.
يصف الأطباء هذا النوع من التشوهات الشريانية الشوكية بأنه نوع مُعقد للغاية، قد يُصاحبه نزيف حاد، وقد يؤثر سلبًا في صحة خلايا النخاع إلى الأبد.
التشوه الشرياني الوريدي الشوكي حول الجافية
هو النوع الأخير من أنواع التشوهات الشريانية الوريدية وفقًا لتصنيف سبيتزلر وأنسون، وتظهر أعراضه في صورة اعتلال نخاعي تقدمي، أو عجز عصبي حاد، أو نزف في غشاء تحت العنكبوتية.
اقرا المزيد عن التشوه الشريانى الوريدى فى المخ
مُضاعفات التشوهات الشرياني الوريدي الشوكي
يتسبب اندفاع الدم من الشرايين إلى الأوردة مُباشرةً إلى زيادة ضغط الدم داخل الأوردة، وهو ما لا يستطيع جدار الوريد تحمله، ما قد يؤدي إلى انفجاره والإصابة بالنزيف داخل النخاع الشوكي.
نصائح للوقاية من نزيف العمود الفقري
يُمكن التعايش مع تشوه الشريان الوريدي الشوكي، والحد من فرص الإصابة بُمضاعفاته المختلفة، عن طريق الالتزام بمجموعة من التعليمات، وهي:
- الالتزام بالمتابعة المُستمرة مع الطبيب المتخصص، وعدم إهمال أو تأجيل مواعيد الاستشارة.
- إجراء كافة الفحوصات الطبية اللازمة، للتأكد من استقرار الحالة وعدم تطورها أو تضرر أي من الأعصاب المُحيطة بمكان التشوه.
- الحرص على تناول الأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب في مواعيدها المُحددة، وعدم التوقف عن تناولها من تلقاء نفسه ظنًا منه أنه أصبح بخير.
- مراجعة الطبيب فوريًا في حال اكتشاف أي تغير غير مألوف على الجسم والأعصاب، مثل الشعور بالوخز أو الألم عند تحريك الأطراف وصعوبة إحكام الإمساك بالأشياء.
هل تكفي الأدوية للسيطرة على التشوه الشرياني الوريدي الشوكي؟
عادةً ما تكون الأدوية وسيلة مناسبة للسيطرة على المرض، وفي حال لم يستجب الجسم لها، قد يضطر الطبيب إلى التدخل جراحيًا لعلاج التشوه، عن طريق:
- التدخل الجراحي المفتوح.
- التدخل المحدود بالقسطرة والأشعة التداخلية.
تختلف التقنية المتبعة في جراحة التشوه الشرياني الوريدي الشوكي من حالة لآخرى، وفقًا لرؤية الطبيب وتقييمه للحالة، لذا عليك باختيار جراح متخصص يمتلك خبرة لسنوات طويلة في مجال جراحات المخ والأعصاب لضمان الحصول على التشخيص الدقيق لحالتك والعلاج المناسب.
وكن على اطلاع دائم على أحدث المعلومات والتقنيات الطبية التي يستخدمها الأطباء في علاج مُشكلة التشوه الشرياني الوريدي الشوكي، عبر تصفح مدونة موقع الدكتور فاروق حسن أخصائي أشعة تداخلية وقسطرة المخ والعمود الفقري.
الدكتور فاروق حسن أحد الأطباء المتخصصين في علاج أمراض المخ والأعصاب، ولقد ساهم في شفاء الكثير من المرضى، إذ استطاعوا بعدها العودة إلى روتين حياتهم الطبيعي.